شريط الاخبار

شركاء وأهداف : الطموح ليس حلماً مستحيلاً، بل هو ممكن التحقيق ، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تحقق أهدافنا

الأحد، 22 يوليو 2012

كلنا نحب الصيف ، الشواطئ والرمال ولكن ...


عندما يأتي الصيف وترتفع درجة الحرارة تزداد رغبتنا جميعا الى الاستمتاع بالشواطئ والرمال والبحث عن الراحة والمتعة. لكن عندما تتغير الوسائل الموصلة للمقاصد (الاستمتاع والاستجمام) يتعين اعادة النظر والوقوف لاستجلاء الامر.
 الموضوع يا اسيادنا هو مظاهر العري في شواطئنا بشكل يثير اكتر من تساؤل. هل هو حمام مفتوح الداخل فيه "مفقود والخارج منه مولود" ام ماذا ؟ كيف يسمح الزوج لنفسه بتعرية زوجته على مرأى من "العادي والبادي" في الشاطئ وهو المعتز برجولته ونخوته امام الاهل والجيران ؟ كيف للام ان تعري بناتها امام الغرباء والأجانب وتلقي بهم فوق الرمال بدعوى الاستفادة من اشعة الشمس (فيتامين د ) او طلبا لبشرة ناعمة !!
 اننا لن نستغرب عندما تقع او نتابع العديد من الجرائم والاعتداءات الجنسية لان غالبا ما يكون السبب في ذلك الاثارة والإغراء المستفز للرجال سواء اكان ذلك على الشاطئ او فوق الامواج قال تعالى (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس).
 ظاهرة اخرى ترافق العري الشاطئي وهي العري داخل المدار الحظري (خصوصا في المدن الشاطئية) وشوارع المدن حيت نفاجأ بولوج العديد من الفتيات بلباس مفضوح (مرتديات لباس الشاطئ) الى الابناك والمتاجر والإدارات العمومية في استفزاز تام للمواطنين والمارة !!!
 هناك ايضا تزايد الاقبال على المثلجات والمواد الباردة (خصوصا الاصطناعية) وهو ما يشكل احيانا خطرا على صحة الاطفال والكبار على حد سواء. علما ان الاطفال هم الاكثر استهلاكا وعرضة للأمراض كالتسمم والإسهال اضافة الى المأكولات الخفيفة التي لا تتطابق مع شروط الصحية المعروفة.
 اما الامر الاخر فهو الفراغ والعطالة الصيفية. وكما قال صلى الله عليه وسلم (نعمتان مغبون فيها كثير من الناس الصحة والفراغ) . فبعد سنة حافلة بالعمل والكد والتعب ينتظر التلميذ والصانع والطالب والموظف فسحة الصيف للاستجمام والراحة. لكن المؤسف ان تتحول الاجازة الى موعد للخمول والفراغ وهدرا للوقت فيما لا يفيد . اين نحن من قوله تعالى (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين). نعم كلنا مع الراحة والمتعة لكن ليست بمفهوم "chomage " لكن بمعنى المتعة والاستجمام يرافقها التثقيف والاستفادة والنشاط والحركة وتغيير العادات السلبية.
 مسالة اخرى تثير الانتباه خاصة في فصل الصيف هي الاعراس الليلية داخل المدن. طبعا لسنا ضد الافراح والبهجة والسرور خصوصا في حفلات الزفاف وما يصاحبها من اجواء السعادة الغامرة . لكن لا يعني ذلك ترك الجيران وأصحاب الحي دون نوم طيلة الليلة نظرا لارتفاع الموسقى وما يصاحبها من صخب وضوضاء يزعج كل من له عمل او موعد او شغل في الصباح الباكر او اناس مرضى يبحثون عن وقت يرتاحون فيه !!
 والمؤسف في الأمر أن أغلب الناس تفضل (بقصد او غير قصد) إقامة هذه الاعراس ابتداءا من منتصف الليل كأن النهار او بقية اليوم غير مناسب ولا يحقق الهدف !! وقد سالت أحد أصدقائي وهو مقيم ببلاد المهجر فقال لي إن السلطات هناك تمنع اقامة الحفلات والأعراس بعد منتصف الليل بل وتصدر أمرا بأداء غرامة مالية " Amende" لكل من لم يحترم ذلك. فكيف بنا نحن المسلمون أن نحترم بعضنا البعض مع ممارسة حريتنا في حدودها المعقولة ورسولنا الكريم وصانا بالجار حتى كاد ان يورثه !
 ولأن حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الاخرين ولأن الفضاءات العمومية هي فضاءات للجميع ولأننا مجتمع مسلم له قيم ومبادئ تنظم حياته ندعو الى اقامة فضاءات للاصطياف مخصصة للأسر والعائلات ولا تسمح بالاختلاط وذلك تلبية لحاجة فئة واسعة من المجتمع المغربي ترفض الولوج للشواطئ وبالتالي تحرم من متعة الشاطئ فتظطر اظطرارا ان كانت لديها امكانيات كافية الى الاصطياف في اماكن بعيدة قد لا تتوفر فيها احيانا شروط الامن والسلامة اللازمة. كما نقترح منع دخول المصطافات "بلباس الاصطياف " المفضوح الى داخل المدن او في الاماكن العامة تجنبا لاستفزاز المارة. اما المأكولات الصيفية ونظرا لخطورتها على صحة المواطن فمن الافضل زيادة المراقبة في فترة الصيف وزجر كل من تبت تلاعبه بجودتها او وجود مواد سامة او مضرة خصوصا اصحاب المأكولات السريعة و "الصوندويتشات".
 في الجانب التربوي يفضل بالنسبة للأطفال واليافعين تسجيلهم في المخيمات الصيفية لضمان استفادتهم وتربيتهم في اجواء مناسبة اخلاقيا ونفسيا وثقافيا خصوصا لدى الجمعيات الجادة والمتخصصة بالميدان التربوي التخييمي (جمعية الرسالة نموذجا).
 اما الفراغ فأفضل شيء يمكن ملؤه به هو طاعة الله تعالى (فالطبيعة لا تقبل الفراغ) فإذا لم تملا وقتك بالعبادة والطاعة فمن حكم المؤكد ان الشيطان سيتسلل ليملاها وسوسة قال تعالى ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ(36)وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ(37)حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ(38) – الآيات : 36 + 37 +38 – الزخرف .
فالمؤمن ليست له عطلة على الاطلاق فهو دوما في ذكر لله تعالى (ولو وهو على شاطئ البحر او في المخيم ) ووقته مليئ بالعمل الصالح اينما حل وارتحل (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) . بل اكثر من ذلك فالصيف افضل فرصة للعودة للكتاب (الكتاب خير جليس ) والحرص على القراءة بشكل يومي وتتبع الاخبار . وخير كتاب يقرا هو كتاب الله تعالى (القران الكريم) تم كتب الايمان والعلم والتخصص وهكذا . بل من الطلبة والتلاميذ من يستثمر الصيف لمراجعة الدروس والوقوف على مكامن الخلل والاستعداد للموسم الجديد بوضع برنامج محكم لتدارك التعثرات والنقص الحاصل وسد الثغرات وبناء الذات.

 كما لا ننسى زيارة الاهل والأحباب في فترة الصفية وممارسة الرياضة . فالشاطئ من افضل الفضاءات لممارسة الرياضة خصوصا في فترة الصباح الباكر اضافة الى الالعاب المختلفة والسباحة في المياه النقية الصافية.
خلاصة القول اذا كان القران الكريم كتاب الله المسطور الذي يتعين علينا قراءته في كل اوقاتنا (صيفا او شتاءا) فان الشاطئ والبحر هو جزء من كتاب الله المنظور والذي يتوجب علينا التأمل فيه لإدراك عظمة الخالق والتعرف على قدرته وعظمته. اما اللاستجمام على الشاطئ وأكل الاطعمة المتنوعة والاحتفال والاعراس فكلها مسائل مشروعة احلها الله لنا لكن الاستفادة منها يجب ان يكون وفق مراد الله تعالى وفي الحدود المرسومة شرعا لذلك. لا ننسى اخيرا وليس آخرا ان الصيف وقت معلوم يحاسب عنه المرء يوم القيامة فيما قضاه وفيما افناه (لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ : عَنْ عُمُرِهِ ، فِيمَ أَفْنَاهُ ؟ وعَنْ شَبَابِهِ ، فِيمَ أَبْلَاهُ ؟ وَعَنْ مَالِهِ ، مِنْ أَيْنَ اكتَسَبه ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ ، مَاذَا عَمِلَ فِيهِ ؟ و الحمد لله لب العالمين.


محمد سبيل الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق